[center]خواطر صادقة
خرجت من بيتي الدافيء.. فلفح وجهي برد الشارع وارتعدت له أطرافي
هذا ما شعرت به وأنا امشي في شوارع بلدي في هذا اليوم بالذات
ليس لبرودة الجو في ديسمبر..
فقد كانت برودة من نوع آخر.. يشعر بها من خرج لتوه من دفء محرابه لبرد العالم الخارجي وما به من منكرات لا يملك إلا أن ينكرها بقلبه.. وتدمع على حاله عينه
لم اذكر أن هذه الليلة هي الليلة المرتقبة !!
لم اذكر إلا حينما طلبت من سائق سيارة الأجرة أن يطفئ الراديو الذي يبث الأغاني.. فلم يعرني انتباها
ظننته لم يسمع فكررت طلبي فخفض الصوت متبرما وهو يجول ببصره يمنة ويسرة بنظرات زائغة.. كأنه مصاب بالذهول
نظرت حيث ينظر.. ففهمت كل شيء...
سبحان الله..
لضرورة خرجت من البيت ونسيت أنها الليلة المرتقبة.. والا لما كنت خرجت
أطلقت بصري عبر النافذة لأرى العجب العجاب !!
هل أنا حقا في بلد إسلامي ؟؟
هل هي حقيقة أم زعم أن عدد المسلمين في هذا البلد يفوق عدد أصحاب الديانات الأخرى
اليوم جمعة.. والجو باااارد .. والغريب أن الشوارع تعج بالناس
ما بال الناس ؟؟
رجال ونساء.. محملين بأكياس مليئة بالحلوى والطعام استعدادا للسهرة !
والشباب.. أمل الغد !!
ما بالهم خرجوا اليوم بأجمل هيئة.. وكأنه عيد
ما تلك الكلمات التي طرقت مسمعي عما ستعرضه القنوات الفضائية الليلة ؟
أكيد أنهم ليسوا من المسلمين.. أكيد
لكنه يقول له ( فاروق ).. هل يتسمى غير المسلمين بهذا الاسم ؟
بل هل عرف صاحب الاسم قيمة اسمه ؟
هل عرف من كان الفاروق ؟؟
هل عرف ما فعل الفاروق ؟؟
ما تلك الأجراس التي تقرع على باب احد المحلات..
زوجي يستحثني أن أسرع السير.. ولكن نظرة خاطفة تكفي
مجسم لسانتا كلوز على باب احد المحلات التي تزينت بشجرة الميلاد وأضواءها
ولعل صاحب المحل مسلم.. ولعله غير ذلك.. ولكنه موجود في بلد مسلم
أشحت بوجهي للطرف الآخر من الشارع وأنا أتمتم بالدعاء على كل من يفتح بابا للشر لأصير وجها بوجه أمام محل لبيع الخمور !!
بعد عدة خطوات رجل ينادي بأعلى صوته (يانصيب .. يانصيب )
أكررها ثانية.. هل أنا في بلد مسلم ؟
خمر وميسر.. وكبائر أخرى
ماذا بقي ؟
هل ننتظر خسفا .. أم صاعقة تحل بنا
واسلاماه .. واسلاماه
هل تئن الليلة مما ترى .. كأني أسمعك
في طريق عودتي .. حاولت أن أفكر بايجابية فلن ينفعني ولا أي احد كل هذا الشعور السلبي والأسى الذي يملأ قلبي .. فصرت اردد :
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام
ولك الحمد على نعمة الهداية
عدت لبيتي أدافع العبرات .. تكاد تخنقني مما رأيت وسمعت..
بحثت عن الدفء بين سجادتي ومصحفي
إلا أني بكيت وأنا استمع للقرآن الكريم من قناة المجد للقرآن
قناة المجد.. عمل دعوي راقي ومتميز
ومن دعا إلى هدى كان له مثل اجور من اهتدى من غير أن ينقص من أجورهم شيء.. كم من الأجور تبلغ القائمين عليها جزاهم الله كل خير
وفي هذه الليلة جددت عهدا كنت قد قطعته على نفسي : أن أجدّ في دعوتي .. لعلي أرى المسلمين في مدينتي في ليلة رأس السنة من العام القادم بغير ما رأيتهم هذه السنة
لعلها أحلام ..
لكن أليست أحلام الأمس حقائق اليوم ؟؟
اللهم وفقنا جميعا لخدمة دينك
آمين